الصور: ثانديوي موريو/ Institute
النص: كاترينا ماركيلوفا، اليونسكو
اِعْمَلْ وكأنّك لن تفشل أبدا. قد يكون هذا هو شعار الفنّانة الكينية ثانديوي موريو. وهو واحدة من الحِكم الأفريقية التي وُشّحت بها كلّ صورة من الصّور التي تشكل مجموعة كامو[1] (اختصارا لكلمة تمويه). وتلك طريقة بالنسبة لهذه الفنّانة المصوّرة، أصيلة نيروبي، في إضافة بُعْدٍ على صُورها وجَعْلِها في حوار مع الذّاكرة الجماعية لبلادها.
تمتزج أجساد النساء، الملتحفة في أقمشة أنقرة المُزركشة، بديكور من نفس الزّخرفة لتخلق وهمًا بصريًا خال من كلّ تلاعب رقمي. فجمالية البوب وطابعها الإشهاري –وهي البيئة التي قدِمت منها ثانديوي موريو- يجب ألاّ يخدعا المشاهد.
وراء الألوان السّاطعة والأوضاع المتقنة بدقّة كبيرة، تطمح صور ثانديوي موريو إلى التّعبير عن قوّة النساء الأفريقيات. ولكن أيضًا، وعلى نحو أكثر إيحاء، عن حجبهنّ اجتماعيا. ولعلّ قدرة هؤلاء النساء على الإبداع، رغم قلّة الإمكانيات، تتجسّد في تحويلهنّ بعض الأشياء القديمة إلى مستلزمات موضة خارجة عن المألوف décalés مثل عصّارات الليمون ومصفّيات الشّاي المكوّرة أو دبابيس الشعر، مع إعادة استخدامها إلى ما لا نهاية له. وليس غريبا أن يُنظر اليوم إلى أعمال ثانديوي موريو على أنها مانيفستو حقيقي للمرأة الكينية.
وقد عرُضت أعمال هذه المُصوّرة العصاميّة في كثير من أنحاء العالم، من باريس إلى نيويورك، مرورا بشنغهاي ومراكش. وحازت على جائزة اختيار الجمهور People’s Choice Award للتصوير الفوتوغرافي الصّاعد في صالون فوتو بلندن سنة 2020، واكتسبت صيتا واسعا في الساحة الفنية الدولية. لكن هذا النّجاح لم يُثنِها عن الالتقاء بالتلاميذ على نحو منتظم لتُبيّن لهم أن الفنّ ليس حكرا على الرّجال وحدهم. وكما يقول مثل إفريقي آخر: "مهما امتدّ سيلان الجدول بعيدا، فإنه لا ينسى أبدً منبعه".
سيُنشر كتاب" كامو" باللغة الإنجليزية في أبريل 2024.