فكرة

في الهند، مشاهير يقتحمون عالم الكتابة

على غرار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أو الممثّلة ناتالي بورتمان، أو ميغان ماركل زوجة الأمير هاري، ما فتئ عدد متزايد من الشخصيات الهندية يبادر بالكتابة في أدب الشباب. لكن الشهرة لا تكفي وحدها لبيع الكتاب، إذ تظلّ جودة المضمون مفتاح النجاح.
Couverture de Barefoot Empress (l’Impératrice aux pieds nus), de Vikas Khanna (non traduit).

أمريت ديلون 

صحفية في نيودلهي، الهند

رغم أن عدد السكان يبلغ 1.4 مليار نسمة، فإن عدد المشاهير الحقيقيين يعتبر ضئيلا في هذا البلد الشاسع –حيث يقتصر بالخصوص على نجوم بوليوود- ويظلّ سوق الكتب الموجّهة للأطفال محدودا. ومع ذلك، فإن الظاهرة موجودة حيث يبادر عدد متزايد من الشخصيات بنشر كتب مُوجّهة للشباب. 

ومن هذه الأعمال كتاب بيغ ثوتس أوف ليتل لوف Big Thoughts of Little Luv (الأفكار الكبيرة للوف الصغير) للمخرج الشهير كاران جوهار. وكذلك كتاب ذار إيز أو مونستر أندر ماي باد There is a Monster Under My Bed  (هناك وحش تحت سريري) لماناكا غاندي، المرأة السياسية الشهيرة. كما أن الممثلة سهى علي خان وزوجها كونال خيمو كانا وراء إصدار سلسلة إني وبوبو Inni et Bobo التي تسلط الضوء على المسؤوليات المترتّبة عن امتلاك حيوان أليف. والمثال الآخر هو الممثلة الكبيرة علياء بهات التي تشتغل حاليًا على كتابة ألبوم جديد.

هؤلاء الوافدون الجدد على أدب الشباب يستمدون إلهامهم، في أغلب الحالات، من تجاربهم الخاصة. تقول مانسي شيتي Mansi Shetty التي ترأس مصلحة التّسويق للشباب التّابعة لمنشورات بانغوان راندوم هاوس Penguin Random House: "غالبا ما تكون الكتابة مرتبطة بمرحلة معيّنة من مراحل الحياة الشخصية لهؤلاء المشاهير – مثل وضعية الحمل في حالة علياء بهات أو أن يصبح أحدهم أبا أو أمّا. إنّهم يعتبرون أنه طالما أُعجب أطفالهم بكتاباتهم، فقد يحبّها آخرون". لذلك عندما روت سهى علي خان قصة من محض خيالها، وسألتها ابنتها: "لماذا لا أستطيع رؤية الشخصيات؟" بادرت، ردّا عليها بنشر ألبوم مصوّر.

حجّة ذات حدّين

بعض الشخصيات حقّقت نجاحا باهرا في مجال النشر الموجّه للشباب من بينها سودها مورثي Sudha Murthy صاحبة أحد كتب الأطفال الأكثر مبيعًا في البلاد. وهي ليست ممثلة، ولا عارضة أزياء، ولا مخرجة سينمائية، وإنما هي زوجة نارايانا مورتي، مؤسّس شركة إنفوسيس Infosys العملاقة لتكنولوجيا المعلومات.

وقد أصبحت سودها مورثي شخصية عامة، لأنها في ذات الوقت حماة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ومؤلّفة كتب سيرة ذاتية وكتب موجّهة للأطفال. وكانت قد بدأت في تأليف الكتب، ومنها كتاب غراندماز باغ أوف ستوريز Grandma’s Bag of Stories (كيس حكايات الجدة) الذي حظي بشعبية كبيرة وبِيع منه 97.000 نسخة سنة 2021، عندما أصبحت جدّة وشعرت بالحاجة إلى أن تنقل إلى أحفادها القصص التي رُويت لها عندما كانت صغيرة حول مواضيع مثل الأسرة والمشاركة والثقافة. 

بعض الأولياء ينجذبون إلى الأعمال الموقّعة من أسماء مشهورة

تقول برييانكا مالهوترا Priyanka Malhotra، مديرة مكتبة فول سيركل Full Circle في نيودلهي، أن الأطفال لئن لا يتأثّروا بمكانة هذه الشخصية الشهيرة أو تلك، فإن الأولياء بإمكانهم أن ينجذبوا إلى أعمال موقّعة من أسماء مشهورة. لكنه سلاح ذو حدّين. "فبعض الأولياء يُبدون شيئا من الارتياب، إذ يعتبرون أن الممثّل الجيّد ليس بالضرورة كاتبًا جيدًا ويُفضلون التوجّه إلى كفاءات موثوق بها".

تناقل الخبر مباشرة بين الأشخاص

بالنسبة لأصحاب المكتبات، فإن الجودة هي التي تصنع، قبل كل شيء، نجاح الكتاب. تقول بريانكا مالهوترا Priyanka Malhotra : "إذا لم تكن القصّة في المستوى المطلوب، فإن ما يُشاع حولها من كلام يبقى دون جدوى، وسيبقى اختيار الأولياء مقتصرا على المؤلّفين الذين ثبتت كفاءتهم، سواء كانوا هنودًا أو أجانب. فأنا لم لم ألاحظ إقبالا خاصّا على المؤلّفين المشهورين إذ يتّجه الطّلب إلى الكتب الجيّدة. لا أكثر ولا أقلّ". نفس الموقف يُعبّر عنه النّاشرون الذين يؤكّدون أن قرارهم بنشر كتاب من عدمه يعتمد كليًا على جودة المضمون. وإن لم تتوفّر هذه الجودة، فإن شهرة المؤلّف لن تغيّر شيئًا.

إذا لم تتوفّر جودة المضمون، فإن شهرة المؤلّف لن تغيّر شيئًا

إيجابيات وسلبيات امتلاك حيوان أليف يمكن أن ينتج عنه حوار مع طفل صغير حول ما إذا كان مناسبا الحصول على جرو من عدمه. كذلك هو الشأن بالنسبة لكتاب مانيكا غاندي ذار إيز أو مونستر أندر ماي باد (هناك وحش تحت سريري) الذي يُقدّم حلولاً للأولياء الذين يواجه أطفالهم الخوف من التخلّي عنهم أو من الظّلام. 

وتتمثل مقاربة مانيكا غاندي في معالجة مشكلات هامّة ولكن بسلاسة. فعندما همست حفيدتها في أذنها بأن وحشاً ينام تحت سريرها، أجابت ببساطة: "يا لك من محظوظة! أنا أيضا أريد واحدا". وفي نفس سياق الكتب التي تتطرّق إلى مواضيع قابلة لجلب اهتمام الأولياء، يستعدّ الطبّاخ الشهير فيكاس خانا Vikas Khanna، الذي سبق له أن كتب رواية المرقاق السحري لصنع الحلويات Le rouleau à pâtisserie magique، إصدار كتاب للأطفال عن الطّبخ.

هكذا، فإنّه رغم بعض النّجاحات التي حقّقها المؤلّفون المشهورون في السنوات الأخيرة، لن يكون باستطاعتهم افتكاك مكانة الكتّاب المُحبّذين لدى الأطفال. ولئن يحظى هؤلاء المشاهير ببعض الانجذاب لدى الجمهور إلى كلّ ما هو جديد، فإنّ هذا التّهافت لن يكون سوى موضة عابرة.  

订阅《信使》

اشتركوا في الرّسالة