منشور

الافتتاحية

The ethical challenges of climate change
The UNESCO Courier
July-September 2019
UNESCO
0000370032

تفاديا لعواقب كارثية، لا بد من إبقاء الحد الأقصى لاحترار المناخ تحت 1،5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. هذا ما أعلنه التقرير الخاص 2018 للجنة الخبراء الدولية للتغيرات المناخية. وكان ذلك الإعلان، الذي أسال الكثير من الحبر، مبعث قلق إذ أننا، كما نعلم، بعيدون كل البعد عن الهدف المنشود. وحتى نفوز في هذا الصراع، صراع القرن، يدعو العلماء إلى تغيير جذري في السلوك، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون تغيير عميق للعقليات.

«لِنغير الأذهان، وليس المناخ»، ذلك هو شعار الحملة التحسيسية الموجّهة للرأي العام في إطار استراتيجية عمل اليونسكو 2018-2021 بشأن تغيّر المناخ التي تندرج في سياق اتفاقية باريس لسنة 2015 (الدورة 21 لمؤتمر الأطراف حول المناخ) وجدول أعمال 2030 للأمم المتحدة (أهداف التنمية المستدامة).

وتُحدّد الاستراتيجية مجموعة واسعة من الإجراءات في مجالات مُتنوّعة، مثل التعليم من أجل التنمية المستدامة، والتصرف المسؤول في المحيطات، وسلامة المياه والمواقع الطبيعية والثقافية المحمية من طرف اليونسكو التي تمثل مراصد لتغيّر المناخ.

كما يجري حاليا إنجاز العديد من المشاريع الأخرى لتحسيس الرأي العام عبر وسائل الإعلام، والبرامج الموجهة للأطفال في المدارس المنتسبة لليونسكو، إضافة إلى كراسي اليونسكو الجامعية في خدمة المناخ والتنمية المستدامة، وشبكات السكان الأصليين والشعوب المعرضة لمخاطر تغير المناخ (كلايمت فرونتلاينس)، أو المبادرات الميدانية لـ«كشافة التغيير» (يونسكو غرين سيتيزنس).

إن تغيير الأذهان يعني إعادة تحديد الأولويات في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصناعة وفي حياتنا اليومية جميعا. لكنه يعني قبل كل شيء الوعي بالأبعاد الأخلاقية لتغيّر المناخ الذي لا يُهدّد  النظم البيئية لكوكب الأرض فحسب، وإنما يُهدّد أيضا حقوقنا الأساسية، لأنه يتسبب في خلق المظالم وتعميق التفاوت.

وحيث أن استكشاف الأبعاد الأخلاقية لتغيّر المناخ ما زال ضئيلا نسبيّا، اعتمدت اليونسكو، في نوفمبر 2017، إعلان المبادئ الأخلاقية وهو عبارة عن أداة وُضعت تحت تصرّف كل الفاعلين الاجتماعيين، وبالخصوص السياسيين منهم، قصد تمكينهم من اتخاذ القرارات المناسبة.

بهذا الملف، تفتح الرسالة مجالا للتفكير حول الجوانب المجهولة لأكبر التحديات التي يُواجهها كوكبنا في عصرنا هذا. بالتوازي مع المسائل العلمية التي تتصدر الصفحات الأولى لكافة وسائل الإعلام، لا بد من اعتبار مسائل العدالة والإنصاف، واحترام حقوق الإنسان، والتضامن والنزاهة العلمية والسياسية، وكذلك المسؤولية الفردية والجماعية، من أهم الدلالات المرجعية التي يعتمد عليها عملنا على الصعيد العالمي.

ولكن الأمر ليس كذلك على مستوى الممارسة. وجاء في التقرير الذي قدمه الخبير الأسترالي فيليب آلستون إلى الأمم المتحدة في 25 يونيو الماضي أن «مجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، عدا بعض الحالات الاستثنائية، قد تبنى موقف المجاملة، مثله مثل أغلبية الحكومات، إزاء تغير المناخ، ذلك التحدي العظيم الذي تواجهه البشرية». وقد اعتبر المقرر الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أنه من الواضح أن التدابير التي اتخذتها معظم هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان غير ملائمة. وقد أنذر بأن «مجرد التأشير على المشاكل لن ينقذ البشرية ولا الكوكب من وقوع كارثة وشيكة».

 

فانسان ديفورني وياسمينا شوبوفا

 

تنشر الرسالة هذا الملف بمناسبة انعقاد قمة العمل المناخي لمنظمة الأمم المتحدة (23 سبتمبر 2019) والدورة 25 لمؤتمر الأطراف حول المناخ في الشيلي، (11 - 22 نوفمبر 2019).

للمزيد من المعلومات:

إعلان المبادئ الأخلاقية ذات الصلة بتغيّر المناخ

استراتيجية عمل اليونسكو بشأن تغيّر المناخ

قمة العمل المناخي 2019

The ethical challenges of climate change
UNESCO
July-September 2019
UNESCO
0000370032
订阅《信使》