مقال

أوغندا: قرود الغوريلا الجبلية تبتعد عن دائرة الخطر

في سلسلة جبال فيرونغا، وهي منطقة تبلغ مساحتها نحو 450 كم² وتمتدّ على الحدود بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، كانت قرود الغوريلا الجبلية معرضة للانقراض جرّاء ممارسات الصيد غير المشروع، والأوبئة، وتقلّص الغطاء النباتي. غير أن تدابير الحماية الفّعالة، التي شارك فيها السّكّان المحليون، أفضت إلى ارتفاع عدد هذا النّوع الشّهير من الحيوانات. 

باكير بات لول 

صحفي من كامبالا، أوغندا

منذ زمن ليس بالبعيد، كان سكّان المناطق المتاخمة للمنتزه الوطني في غابة بويندي العذراء ومنتزه مغاهينغا الوطني في أوغندا، ألدّ أعداء قرود الغوريلا الجبلية. كانوا يقرعون ناقوس الإنذار كلّما عبرت هذه القرود، الآتية من الغابات الاستوائية المجاورة، حدائقهم، إذْ كانوا يرون فيها تهديداً لهم. وهو ما أفضى، في أغلب الأحيان، إلى عواقب مميتة لهذا النوع المهدّد بالانقراض.

بعد انقضاء خمسة وعشرين عاماً، ورغم أنّ هذه القرود الكبيرة، التي يتميّز ذكورها بظهور فضّية اللّون، ويتجاوز طولها 1،80م، ويصل وزنها إلى 220 كج، ما زالت تواصل اقتحامها للحدائق المحلية، فإنّ ناقوس الإنذار عندما يُقرع هذه المرّة فلمجرّد تنبيه حراس الحدائق بوجود القرود فيها لا غير. والواقع أن أعداد هذه الحيوانات الضخمة، التي تتميّز بالرّقّة والحياء طالما لم تتعّرض إلى التهديد، قد شهدت ارتفاعا ملحوظا في أعدادها حيث مرّت من 620 فرداً في عام 1998 إلى 1063 اليوم. 

وقد أفضت هذه الزّيادة اللافتة للانتباه إلى قيام الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة عام 2018 بخفض مستوى التهديد في تصنيف قرود الغوريلا، المدرجة بالقائمة الحمراء للأنواع المهدّدة بالخطر، من "مهدّد بشكل حرج بالانقراض" إلى "مهدّد بالانقراض". 

تعتبر غوريلا البيرانجاي بيرانجاي (Gorilla beringei beringei) أو الجبلية،  الفصيلة الأكبر حجما من بين أجناس الرئيسيات الموجودة اليوم (وهي واحدة من الفصيلتين الفرعيتين للغوريلا الشرقية إلى جانب غوريلا السّهول الشرقية الأصغر حجماً والأكثر شيوعاً).  وتعيش في المناطق المرتفعة، وتتميز بفرْوها الأكثر صلابة ولونها الغامق الذي يحميها من البرد والأمطار المتواصلة في موطنها. 

الصيد غير المشروع، وتراجع الغطاء الغابي، والأوبئة 

 شهدت أعداد الغوريلا انخفاضاً مأساويا جرّاء تعرضها للصّيد غير المشروع، وتراجع الغطاء النباتي، والأمراض المنقولة من البشر، والحروب الأهلية. وقد أمكن احتواء هذا التّدهور من خلال استراتيجيات حماية نشيطة جمعت بين المتابعة المستمرة والمراقبة البيطرية، ومعالجة الأمراض التنفّسية، وإزالة الفِخاخ المخصصة للحيوانات الأصغر حجماً (وهي الفِخاخ التي تقع فيها الغوريلا الرّضيعة).

كما تُعزى الزيادة في أعداد الغوريلا، إلى حدّ كبير، إلى الروابط التي أُقيمت بينها وبين السكان المحليّين. وفي هذا الصّدد، يقول أندرو سيغويا، المدير التنفيذي لهيئة التعاون العابر للحدود في منطقة فيرونغا، والتي تؤمّن حماية قرود الغوريلاّ الجبلية: "قامت استراتيجية الحِفاظ، فيما مضى، على الإكراه، واليوم أصبح السكان يعتبرون المنتزهات الوطنية جزءا لا يتجزأ من تراثهم، ويشاركون بالتالي في صون هذه المنتزهات وتنميتها وإدارتها".

وتعتبر هيئة التعاون العابر للحدود في منطقة فيرونغا ثمرة التعاون بين حكومات الدّول الثلاث –أوغندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وروندا- التي تأوي قردة الغوريلا الجبلية، من جهة، والمنظمات غير الحكومية المتخصصة في مجال الحِفاظ، من جهة أخرى، علما وأنّ هذه الهيئة موكول إليها، على وجه الخصوص، إجراء عمليات الّتعداد لقرود الغوريلا وسائر الأنواع الحيوانية في المنطقة.

ويرى الخبراء أن عمليات الإحصاء المنتظمة تشكل عنصرا حاسما في استراتيجيات إدارة التأقلم، إذ تسمح بمعرفة أعداد الحيوانات، سواء بالزّيادة أو بالنّقصان، ومدى فاعلية جهود الحِفاظ، وإمكانية تعديلها عند الاقتضاء. 

 أرقام مشجّعة

نُشرت في ديسمبر 2019  نتائج آخر إحصائية منجزة من طرف التحالف عام 2018  في إقليم بويندي ـ ارامبوي. وأفضت إلى أن هذا النظام الإيكولوجي الذي يمتدّ على كامل المنتزه الوطني للغابة العذراء في بويندي بأوغندا، ويغطّي نحو 321 كيلومتر مربع؛ ويشمل أيضا المحمية الطبيعية في سارمبوي بجمهورية الكونغو الديمقراطية بمساحة 9 كيلومتر مربع تقريبا، يأوي 459 غوريلا مقسمة إلى 50 مجموعة مقابل 13 فردا منعزلا. أما سلسلة جبال فيرونغا فتضمّ منتزه مغاهينغا الوطني من جهة أوغندا، ومنتزه البراكين الوطني في رواندا (محمية اليونسكو للمحيط الحيوي منذ 1983)، ومنتزه  فيرونغا الوطني في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكانت تأوي 604 غوريلا عام 2016.

تشكل الغابة العذراء في بويندي، التي أُدرجت على قائمة التراث العالمي في عام 1994، خير مثال على الغابة الاستوائية المطيرة، وعلى التنوع البيولوجي الاستثنائي. ويعزى اسم هذه الغابة، الواقعة على مرتفع يتراوح بين 1160 و2600 متراً، إلى غطائها النباتي الكثيف. أما التّلال البركانية للمنتزه فتأوي حوالي نصف عدد الغوريلا الجبلية في العالم. وفيما يخصّ منتزه الغوريلا في مغاهينغا، الذي لا تتعدّى مساحته 34 كيلومتراً مربعاً، والواقع على حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، فيُعتبر أصغر المنتزهات الوطنية الأوغندية. 

العائدات المتأتية من السياحة

تشكل جميع هذه المنتزهات مقاصد سياحية مفضّلة لمشاهدة قرود الغوريلا. وقد ساهم تحسين الظروف الأمنية لمَوائل هذه القرود، إلى حدّ بعيد، في زيادة أعدادها بعد التبعات المدمرة لحرب العصابات على هذه القرود وعلى السياحة في نهاية تسعينيات القرن الماضي. وكما يشير إلى ذلك سيغويا، الذي شغل لمدّة ستة أعوام، إلى حدود مارس 2018، خطّة المدير التنفيذي للهيئة الأوغندية للحياة البرية (UWA): "لقد جلبت تنمية السياحة موارد استثمرتها الحكومات في مجال الصّون والحفاظ". وتُمثّل السياحة، التي تجلب 1،5 مليار دولار سنوياً، المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية في أوغندا.

وقدّرت عائدات السياحة بـ 1,6 مليار دولار سنة 2017 وملياري دولار سنة 2018 متصدّرة بذلك مداخيل أوغندا من العملة الأجنبية. وبسبب الجائحة، يتوقّع تسجيل انخفاض في هذه الموارد إلى أكثر من النّصف في مجرى السنة الجبائية 2020-2021 (من يوليو إلى يونيو).

وفي إشارة إلى الهجوم الأخير الذي وقع في 24 أبريل 2020 -والأكثر دموية في التاريخ الحديث لمنتزه فيرونغا الوطني - حيث قُتل سبعة عشر شخصا، من بينهم ثلاثة عشر من حرّاس الغابات، على يد ما يعتقد أنّهم متمرّدون مسلّحون، أعلن المنتزه في بيان له أنّ "هذه الأحداث المأساوية لن تؤدّي إلى التخلّي عن برامج التنمية الاقتصادية والبشرية التي ينجزها منتزه فيرونغا الوطني لفائدة المجتمعات المحلية المحيطة بالمنتزه. فهذه المجتمعات تتطلّع، أكثر من أيّ وقت مضى، إلى العيش في مناخ يسوده الاستقرار والعدالة والسّلام".

وعلى الرغم من أن أوغندا تضم عشرة منتزهات وطنية والعديد من محميات الأحياء البرية، فإن منتزهات الغوريلا تجلب من الأموال ما يفوق مداخيل بقية المنتزهات الأخرى مجتمعةً، وذلك لأن تصاريح المشاهدة ـالتي تم تحديدها بـ 80 زائر يومياً- في ازدياد مطرّد من حيث الطلب، ويبلغ سعر التصريح 600 دولار للساعة الواحدة (صالح لمجموعة من ثمانية أشخاص). أما في رواندا فيبلغ سعر تصريح المشاهدة 1500 دولار مقابل 400 دولار في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتشجيعا منها للشّراكة مع الجماعات المحلية، أصدرت الحكومة الأوغندية قانوناً يقضي بإجبار الهيئة الأوغندية للحياة البرية على التنازل عن 20% من رسوم السياحة لفائدة الجماعات المحلية التي تعيش قرب المنتزهات.

وتُحوّل هذه الأموال إلى السلطات المحلية في شكل منحٍ مشروطة مخصصّة لتحسين وسائل عيش السّكان. ويرى غودفري كيواندا، وزير السياحة وقطاع الأحياء البرية والآثار في أوغندا أن: "تقاسم هذه الإيرادات قد أفضى إلى تحسين علاقتنا مع الجماعات المحلية المتاخمة للمنتزهات. وهي تدرك الآن أن زيادة أعداد الزّائرين يعني مزيدا من الأموال لصالح المشاريع المحليّة. وقد أنشأنا عديد المدارس والمستشفيات، وقمنا بتحسين شبكة الطّرقات المحلية".

وعلاوة على تقاسم الإيرادات، ساعدت الهيئة الأوغندية للحياة البرّية والمجتمعات المحليّة على إطلاق أنشطة مدرّة للدخل. فغابات بويندي ومغاهينغا كانت تأوي قبيلة باتوا قبل تصنيفها منتزهات وطنية، فبات من الواجب توفير وسائل عيش أخرى لهذه القبيلة بعد إبعادها عن موطنها الطبيعي. وقد ساعدتها الهيئة الأوغندية للحياة البرّية على التّحوّل إلى زراعة البنّ، والشّاي، وترويج منتجات الحرف اليدويّة، وبيعها إلى السوّاح.

وثمة منظمات أخرى، مثل المؤسسة الأفريقية للحياة البريّة (AWF)، تعاونت مع سكّان نكورينغو، بالقرب من بويندي، لإنشاء منطقة استجمام إيكولوجية يتم تقاسم منافعها سنويّا. يقول سودي باموليسيوا، ممثل أوغندا في المؤسسة الأفريقية للحياة البرية: "يتوفّر لهؤلاء السّكان الآن مصادر دخل بديلة مرتبطة بقرود الغوريلا. وهو الأمر الذي سيؤدّي لا محالة إلى تكاثرها". 

مطالعات ذات صلة

لننقذ ذوي القربى، رسالة اليونسكو، مارس 2009

تداعيات ما بعد الحروب على الحياة البريّة يمكن أن تكون أسوأ من الحروب ذاتها، رسالة اليونسكو، ديسمبر 2006

تحذير من انقراض أبناء عمومتنا، الرسالة الجديدة، أبريل 2004

 



اشترك في رسالة اليونسكو لمتابعة الأحداث. الاشتراك في النسخة الرقمية مجاني %100.

تابع  رسالة اليونسكو على تويتر، فيسبوك، أنستغرام

Baker Batte Lule

Journalist based in Kampala, Uganda

There was a time, not long ago, when communities around Uganda’s Bwindi Impenetrable National Park and the Mgahinga Gorilla National Park were the mountain gorillas’ worst enemies. When the gorillas crossed their gardens, the inhabitants living close to these dense green rainforests would sound an alarm to confront the animals, who were viewed as a menace. This almost certainly resulted in the deaths of many endangered mountain gorillas.

Twenty-five years later, these great apes – of which the silverbacks, the males of the species, can grow to six feet tall and weigh up to 500 pounds – still wander through local gardens. But now if there are alarms, they only serve to alert park rangers. In fact, the numbers of these giants, who are gentle and shy unless threatened, have jumped from 620 individuals in 1998 to 1,063 today.

The number of gorillas has jumped from 620 individuals in 1998 to 1,063 today

This dramatic increase led the International Union for Conservation of Nature to downgrade the threat level for the gorillas on its IUCN Red List of Threatened Species – from “critically endangered” to “endangered” in 2018.  

The largest living primate – one of two subspecies of the smaller, more ubiquitous, eastern gorillas – the Gorilla beringei beringei inhabits high altitudes. Mountain gorillas are distinguished by their thicker, darker fur that protects them from the cold and incessant rain of their habitats. 

Poaching, deforestation, and disease

The gorilla population has suffered decades of extensive threats including poaching, habitat deforestation, disease transmission from humans, and civil conflict. Active conservation strategies – which include continuous monitoring and veterinary attention, the treatment of respiratory diseases, and the removal of snares set for other small animals which trap baby gorillas – have also helped the population increase. 

The increase in numbers is also due to the links forged between the gorillas and the local communities. “In the past, the conservation strategy was based on constraints. But now, the inhabitants look at parks as part of their heritage, and hence contribute to their survival, expansion and management,” says Andrew Seguya, Executive Director of the Greater Virunga Transboundary Collaboration (GVTC), which protects the mountain gorillas. 

A consortium of the governments of the three countries – Uganda, Rwanda and the Democratic Republic of the Congo (DRC) – where the gorillas live and non-governmental conservation organizations, one of the main tasks of the GVTC is conducting censuses for these and other species in the region.  

Routine censusing is a crucial part of adaptive management strategies, experts say. The exercise  helps determine whether a population is increasing or decreasing in size, and assessing whether conservation efforts are effective, or need to be modified. 

Encouraging numbers

The coalition’s latest census, the Bwindi-Sarambwe 2018 Surveys, was released in December 2019. It shows that the Bwindi-Sarambwe ecosystem – that includes Uganda’s Bwindi Impenetrable National Park, which is about 321 square kilometres, and the Sarambwe Nature Reserve in the DRC, spanning about nine square kilometres – had 459 gorillas divided in fifty groups, and thirteen solitary individuals. The Virunga Massif – that includes Uganda’s Mgahinga National Park, Rwanda’s Volcanoes National Park (a UNESCO Biosphere Reserve since 1983), and the Virunga National Park of the DRC –  had 604 gorillas as of 2016. 

Inscribed on the World Heritage list in 1994, the Bwindi Impenetrable Forest is a typical tropical rain forest with an outstanding richness of biodiversity. Situated at an altitude between 1,160 metres and 2,600 metres above sea level, the thick tree cover gives the forest its name. The park’s volcanic hills are home to roughly half the world’s mountain gorillas. 

The Mgahinga Gorilla National Park, on the other hand, is the smallest national park in Uganda – spread over just thirty-four square kilometres of land, and bordering both the DRC and Rwanda.

The benefits of tourism

All these parks are popular destinations for gorilla tracking. The improved security in their habitats has also contributed immensely to the increased numbers. Rebels in the area in the late 1990s had devastating effects on the gorillas and on tourism, explains Seguya, who was  executive director of the Uganda Wildlife Authority (UWA) for six years till March 2018. “The development of tourism has helped the governments to earn resources which they can plough back into conservation,” he says. 

Tourism is Uganda’s biggest foreign exchange earner, accounting for $1.6 billion in 2017, and $2 billion in 2018. Earnings are expected to decline by over  fifty per cent in the 2020-2021 (July to June) fiscal year, due to the pandemic. 

Referring to the latest attack on 24 April 2020 – the deadliest in the Virunga National Park’s recent history – when seventeen people, including thirteen rangers, were killed by suspected armed rebels, the park said in a statement that the tragic event would “not be allowed to undermine the Park’s commitment to economic and humanitarian development programmes in partnership with, and for the benefit of, the communities that surround the Park. More than ever, the communities aspire to live in a climate of stability, justice and peace.”

Although Uganda has ten national parks and a number of game reserves, the gorilla parks fetch more money from tourism than all the other parks combined. Gorilla tracking permits – which are rationed to curtail the number of visitors, and are in high demand – cost $700 per person for a group of eight people, for one hour a day. Permits in Rwanda cost $1,500, while the DRC charges $400. 

To encourage community partnership, Uganda’s government has passed a law that makes it mandatory for the UWA to share twenty per cent of all gate collections from tourists with communities neighbouring the parks.

In Uganda, twenty per cent of all gate collections are shared with communities

This money is passed on to local governments as conditional grants to improve the livelihoods of  the area’s inhabitants. According to Godfrey Kiwanda, Uganda’s Minister of State for Tourism, Wildlife and Antiquities, “The revenue-sharing has improved our relationships with the communities near these parks. They now know that if we have many visitors, it will result in more money for community projects. We have built schools, hospitals and improved the road network in their areas.”

Besides revenue sharing, the UWA has also helped communities to start other income-generating activities. Before they were gazetted national parks, the Bwindi and Mgahinga forests were home to the Batwa tribe – driving them out of their traditional habitats meant providing them with alternative sources of livelihood. The wildlife authority helped them to start growing coffee, tea and holding craft workshops, and selling the products to tourists. 

Other organizations, like the African Wildlife Foundation (AWF), have teamed up with the Nkuringo community near Bwindi to construct an eco-lodge there, with profits shared every year. “This community now has alternative sources of income which are connected to the gorillas. Once you have that environment, the gorillas will multiply,” Sudi Bamulesewa, AWF’s Uganda country director said.

Restoring biodiversity, reviving life
UNESCO
July-September 2021
UNESCO
0000377986
订阅《信使》